recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

اعجوبة فرس

اعجوبة فرس
The Miracle of Faras
كانت البعثة الاثرية البولندية برئاسة البروفيسور مايكلو فيسكي باعتبارها احدى البعثات الاثرية العالمية التي وفدت الى البلاد لانقاذ اثار النوبة من خطر مياه سد اسوان العالى , منهمكة بشدة في البحث عن ( كاتدرائية فرس القديمة ) فقد كانوا على علم مسبق بوجود كنيسة قديمة هناك دون معرفة موقعها بالتحديد, وفي العام 1962م وعلى بعد عدة امتار من الحدود السودانية المصرية وعلى الضفة الغربية للنيل عند قرية (فرس غرب ) وجدت البعثة اثارا لم يكن من المتوقع ان تكون بتلك العظمة والروعة.
واسفل بقايا مبنى قديم نسبيا وبعد ازاحة طبقات من الرمال وجدوا مبنى كاتدرائية فرس , كاتدرائية ( مملكة نوباتيا )  والتى كانت عاصمتها ( مدينة فرس ) وهى ممتلئة بالرمال حتى سقف المبنى وبجوارها القصر الملحق بالكنيسة والذي ربما كان سكنى للقائمين بامر الكاتدرائية التى يرجع تاريخ بنائها الى العام 600م , اى قبل 1360 سنة من تاريخ اكتشافها , حيث وجدوا معظم جدرانها المبنية من الطوب الاحمر بحالة جيدة  ووجدوا لوحات جداريه ورسومات ملونة باعداد كبيرة وهى في قمة الروعة والجمال ووجدوا خمسة اعمدة حجرية من الجرانايت كل منها بارتفاع ثلاثة امتار ونصف المتر بقواعدها وتيجانها العلوية , وهي الاعمدة الجميلة التي تزين الان مدخل المتحف القومي في الخرطوم .
كما وجدوا الارشات والبراويز العلوية لمبنى الكاتدرائية وظهرت الممرات الجانبية التى كانت تؤدي الى صحن الكنيسة واثناء العمل ظهر الكثير من المناظر والرسومات الجدراية , والشكر كما يقول علماء الاثار لطقس بلاد النوبة الجاف الذى حفظ  هذه الكنوز كل تلك المدة الطويلة ولاكثر من14 قرنا
من الزمان بالوانها الزاهية الابيض, الاحمر, الازرق , الاصفر والذهبي وكثيرا ماكانت توجد الصور والرسومات بعضها فوق بعض مما حتم على الاختصاصين في البعثة البولندية رفعها من الجدران وافرادها بطرق فنيه دقيقة جدا وكان من بينها  لوحات باهرة وجميلة جدا وكبير للسيدة مريم العذراء وطفلها ووالدتها السيدة ( أنا ) ومعهم الحواريون ولوحات ورسومات جدارية اخري ملونه لاربعة عشرة اسقفا ولوحة بها  قائمة تحوي اسماء 27 اسقفا شغلوا كرسي الكاتدرائية في فرس , اضافة الى لوحات للملك ميكائيل والرسل والشهداء وبعض الملوك النوبيين.
وقد نجحت هذه البعثة برئاسة البروفيسور مايكلو فيسكي والذي افراد كتابا خاصا عن كاتدرائية فرس , نجاحا باهرا في انقاذ تلك اللوحات والتي بلغ عددها حوالى 170 لوحة ورسومات وحفظت كلها في متاحف الخرطوم ووارسو واعتبرت من ارقي مجموعات الفن الحائطي المسيحي  وقد تصدر هذا الاكتشاف العظيم في حينه ويوم الاعلان عنه العناوين الرئيسية في جميع الصحف العالمية  شرقا وغربا  وجذب انظار العالم تجاه بلاد النوبة مرة اخري والي اعمال البعثات الاثرية التى كانت منهمكة فى انقاذ اثارها وبذلك كما يقول علماء الاثار قد ازدادت معرفتهم وبشكل كبير بتاريخ بلاد النوبة وازدادت المعرفة ايضا بالفن القبطي كما ان اكتشاف قائمة بعدد 27  اسقفا قد ادي الى اعادة ترتيب وقراءة تاريخ ( مملكة نوباتيا ) وقد اعتبر ذلك الاكتشاف من اعظم الاكتشفات التي ظهرت اثنـاء حملة انقاذ اثار بلاد النوبة ( 1960 الى 1980).
ولعلنا نقول ونؤكد بان ذلك الموقع كان وبلا شك سيشكل قبلة عظيمة للسياحة العالمية يؤمها ملايين السياح سنويا وذلك اذا ما كانت قد ابقيت تلك الكنوز قرب موطنها الاصلي بعد ابعادها من خطر المياه ومعها ايضا روائع الاثار الاخري التي حرمت منها المنطقه , خاصة اذا علمنا بان الموقع لم يكن يبعد عن معابد ( ابو سنبل ) الواقعة داخل الاراضى المصرية باكثر من 50 كيلو مترا والتي انقذت من خطر المياه الي اراض مرتفعة والتي يفد اليها سنويا الملايين من السياح من كل انحاء العالم , بل وان كاتدرائية فرس التاريخية ورؤيتها في موقعها الاول كان اهم مما سواها من المزارات السياحية الاخرى للملايين في مشارق الارض ومغاربها ولكن ......ولكن .... عليك عزيزي المهتم ان تتحسر اكثر اذا ما علمت بان الحدود السودانية نفسها والتي كانت تقع بالقرب منها تلك الكاتدرائية قد تراجعت الى الوراء , أي الي داخل السودان بحوالى اْلـ 40  كيلو مترا.
 كما وانه من الموْسف جدا عدم تمكن البعثة البولندية لاسباب خارجة عن ارادتها من الوصول الي الطابق ( الارضي او  البدروم ) حيث هو بالطبع المكان الذى كان يحفظ فيه كل الاشياء الثمينة من وثائق ومخطوطات وذهب ومجوهرات وغيرها ......  حيث ان فحص وافراد ونقل اللوحات والرسومات الجدارية في الطابق العلوي قد اخذ منهم الكثير من الوقت وعندما هموا في الوصول الي الطابق الاسفل داهمتهم المياه بطوفان أتى من الشمال , طوفان في غير موعده , وقد حدثني شاهد عيان من ابناء المنطقة بان بعض الغرباء كانوا قد حضروا الى ذلك الموقع اثناء عملية الحفر والتنقيب وشاهدوا كل شئ ولم ينقضى يوم وليلة حتي كان ذلك الطوفان , وبالطبع لم يكن هؤلاء الزوار الغرباء ببعيدين عما حدث .          







                                                                ترجمة / حسن بلال

كاتب الموضوع

Bilaleengy

0 تعليق على موضوع : اعجوبة فرس

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    زوار المدونة

    Statistics

    احصاءات المدونة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    Bilaleskale

    2017